6 أمور عليك فعلها عندما ينهكك العمل
يواجه الكثيرون في حياتهم اليومية حالات من الإرهاق الشديد نتيجة ضغط العمل المستمر. بين التحديات المهنية والالتزامات الشخصية، يصبح من الصعب التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية. إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب عبء العمل، فقد تحتاج إلى اتخاذ بعض الخطوات لتخفيف هذا الضغط واستعادة نشاطك وحيويتك. في هذا المقال، سنتناول ستة أمور رئيسية عليك فعلها عندما ينهكك العمل، تساعدك على استعادة التوازن والتمتع بحياة أكثر صحة وإنتاجية.
1. إعادة تقييم جدول العمل وضبط الأولويات
أحد الأسباب الرئيسية للإرهاق الناجم عن العمل هو عدم القدرة على تنظيم الوقت بشكل فعّال. قد تجد نفسك تتنقل بين المهام المتعددة دون أن تترك وقتًا للتنفس. أحد الحلول العملية التي يجب أن تتبعها هو إعادة تقييم جدولك الزمني بشكل دوري. فكر في كيفية تقسيم وقتك على مدار اليوم أو الأسبوع، وخصص فترات معينة لكل مهمة.
ابدأ بتحديد أولوياتك من خلال استخدام طريقة تصنيف المهام إلى ثلاث فئات: ما هو عاجل، ما هو مهم ولكن غير عاجل، وأخيرًا، ما هو غير مهم. هذه الطريقة ستساعدك على التركيز على المهام الأكثر أهمية، مما يقلل من الضغط الناتج عن محاولة إتمام كل شيء في وقت واحد. قد تتطلب بعض المهام إعادة جدولة أو تأجيلها لموعد لاحق. تعلم كيف تقول “لا” عندما يكون لديك الكثير من المهام التي تتجاوز طاقتك، فهذا سيكون له تأثير إيجابي كبير على قدرتك على الحفاظ على نشاطك وتركيزك.
2. خذ فترات راحة منتظمة أثناء العمل
إن العمل المستمر دون أخذ فترات راحة يساهم في الإرهاق العقلي والجسدي. وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد أن قضاء ساعات طويلة في العمل بدون توقف سيساهم في زيادة الإنتاجية، إلا أن هذه الفكرة بعيدة عن الصحة. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن أخذ فترات راحة قصيرة ومنتظمة يعزز الأداء ويحسن التركيز.
خصص وقتًا للاسترخاء خلال يومك، حتى لو كان لبضع دقائق فقط. يمكن أن تكون استراحة قصيرة من العمل، مثل التمدد أو المشي القصير في الهواء الطلق، وسيلة رائعة لتجديد طاقتك. أظهرت الأبحاث أيضًا أن تقسيم اليوم إلى فترات زمنية قصيرة مع فواصل بينهما، مثل استخدام تقنية “بومودورو”، يمكن أن يعزز الإنتاجية ويمنع الإرهاق.
3. مارس تمارين التنفس والتأمل لتخفيف التوتر
الضغط النفسي والإجهاد الناتج عن العمل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتك العقلية والجسدية. لحسن الحظ، توجد تقنيات بسيطة وفعّالة يمكنك اتباعها لتخفيف هذا التوتر، مثل تمارين التنفس العميق والتأمل.
مارس التنفس العميق بانتظام خلال يومك، خاصة عندما تشعر بالتوتر أو الإرهاق. يمكنك القيام بتمرين بسيط مثل التنفس عبر الأنف لمدة أربع ثوانٍ، ثم الاحتفاظ بالهواء لمدة أربع ثوانٍ، وأخيرًا الزفير ببطء لمدة أربع ثوانٍ أخرى. هذا التمرين يساعد على تقليل مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر، ويعزز الاسترخاء.
إضافة إلى ذلك، يمكنك ممارسة التأمل لبضع دقائق يوميًا. يساعد التأمل في تهدئة العقل وتقليل القلق. يمكن أن تساعدك هذه الممارسات في الحصول على الراحة الذهنية والتخلص من الإرهاق النفسي.
4. استثمار الوقت في الأنشطة المفضلة
من الطرق الفعّالة لمكافحة الإرهاق الناتج عن العمل هو أخذ فترات من الوقت للاستمتاع بالأنشطة التي تحبها. يمكن أن تكون هذه الأنشطة مفيدة بشكل خاص في إعادة شحن طاقتك العقلية والجسدية.
سواء كنت تحب القراءة، ممارسة الرياضة، الاستماع إلى الموسيقى، أو قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، فإن هذه الأنشطة تساهم في تجديد طاقتك. حتى إذا كنت مشغولًا جدًا، حاول تخصيص بعض الوقت لهذه الأنشطة. مجرد تخصيص بضع ساعات أسبوعيًا لهواياتك يمكن أن يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط والتوتر الذي تواجهه.
5. النوم الجيد هو الأساس
من أهم الجوانب التي لا يمكن إغفالها في الحفاظ على صحتك العقلية والجسدية هي الحصول على قسط كافٍ من النوم. الإرهاق الناتج عن العمل غالبًا ما يرتبط بقلة النوم أو نوم غير كافٍ. الجسم يحتاج إلى الراحة الكافية لكي يتمكن من التعافي وتجديد طاقته.
احرص على الحصول على نوم عميق وكافٍ في الليل. إذا كنت تعاني من الأرق أو تجد صعوبة في النوم، حاول اتباع روتين نوم مريح مثل تقليل تناول الكافيين في المساء، أو ممارسة بعض التمارين التنفسية أو التأمل قبل النوم. كما يفضل أن تبتعد عن الشاشات الإلكترونية قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر على نوعية النوم.
6. اطلب المساعدة أو استشارة مختص
في بعض الأحيان، قد يكون من المفيد أن تطلب المساعدة من الزملاء أو حتى استشارة مختص في حالة استمرار الإرهاق. التواصل مع الآخرين يمكن أن يساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة، سواء عبر تبادل الأفكار مع الزملاء أو بتوجيه الاستفسارات والمشاكل إلى مديرك المباشر.
إذا كنت تشعر أن الضغط النفسي قد أصبح أكثر من قدرتك على تحمله، فلا تتردد في طلب الدعم النفسي. يمكن أن يساعدك استشاري أو معالج نفسي في التعامل مع مشاعر الإرهاق وتعلم استراتيجيات أفضل للتعامل مع ضغوط العمل. الفهم العميق لما تعاني منه يمكن أن يساعدك في إيجاد الحلول المناسبة.
خاتمة
إن الإرهاق الناتج عن العمل هو مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم المهنية. من خلال اتباع بعض الممارسات البسيطة مثل إعادة تقييم جدول العمل، أخذ فترات راحة، ممارسة تقنيات التنفس والتأمل، والاستمتاع بالأنشطة المفضلة، يمكنك تخفيف هذا الإرهاق واستعادة توازنك النفسي والجسدي. تذكر أن الراحة والنوم الجيد هما مفتاحا الحفاظ على صحتك العامة. وأخيرًا، لا تتردد في طلب الدعم والمساعدة إذا كنت بحاجة إلى ذلك.
